We use cookies and other technologies on this website to enhance your user experience.
By clicking any link on this page you are giving your consent to our Privacy Policy and Cookies Policy.

عن كتاب رسالة في التسامح

كتاب من تأليف فولتير

هل العلمانية عزل نهائي للدين أم هي بناء مشروع مجتمع متسامح دينيًا؟ كان هذا السؤال موضوع نقاش أثاره مثقفو أوروبا في القرن الثامن عشر، ضمن مشاريع علمنة المجتمعات الأوروبية، وما زال السؤال يفرض حضوره الواضح في نقاشات النخب في عصرنا الحالي. هذا العصر الذي شهد عودة الدين بقوة إلى الحياة الاجتماعية والسياسية، سواء في المجتمعات العربية الإسلامية أو في المجتمعات الغربية بوصفه تهديدًا لعلمانيتها الموروثة عن القرن الثامن عشر، خاصة مع ازدياد أعداد المهاجرين المسلمين في أوروبا، وتزايد وتيرة الهجمات الإرهابية في العواصم الأوروبية.هل العلمانية هي عزل نهائي للدين أم هي بناء مشروع مجتمع متسامح دينيًا؟

لقد كان كتاب "رسالة في التسامح" لفولتير، والذي ألّفه في نهاية القرن الثامن عشر، بيانًا تاريخيًا أسّس أولًا لميلاد المثقف الحديث؛ هذا الأخير قرّر أن ينزل من أبراجه العالية، ليكون قريبًا من هموم المجتمع، لا سيما هموم هؤلاء الذين سحقتهم وتسحقهم آلة الدولة كل يوم.

فوظيفة المثقف باتت معنية بالانخراط في الحراك الاجتماعي، ليمثل صوت من لا صوت له. وهذه الوظيفة التاريخية، اقترنت بمرافعة فولتير الشهيرة في وجه العدالة الفرنسية التي أصدرت حكمًا ظالمًا في حق عجوز اتهمته بقتل ابنه لأسباب دينية.

وثانيًا، يمكن اعتبار الكتاب صياغة لمنظور فولتير لما يجب أن يكون عليه المجتمع العلماني، وهو دعوة إلى ضرورة تحرير المجتمع من سلطة الأكليروس، الذين حوّلوا الدين إلى وسيلة لممارسة السلطة المطلقة.

إنّ السبب الأساسي الذي دفع فولتير إلى كتابة هذا الكتاب هو حادثة إعدام العجوز جان كالاس، وهو تاجر بروتستانتي من منطقة تولوز الفرنسية، والذي اتهمته العدالة الفرنسية بقتل ابنه جان أنطوان.

وتروي الحادثة بأنّ جان أنطوان قد ارتد عن البروتستانتية إلى الكاثوليكية، وبعد أيام اكتشف ميتًا في غرفته. وعلى الرغم من غياب أدلّة حقيقية عن حيثيات الواقعة، فإنّ انصياع الغوغاء – كما سماهم فولتير – لنوازعهم الدينية جعلت القضاء يحرّف حقيقة انتحار الابن.

إنّ المشاعر والانفعالات الدينية أصابت العدالة بالعماء، وجعلتها تستسلم لأصوات المتعصّبين الذين نادوا بإعدام العجوز، لأنه قتل ابنه، كراهية بالدين الكاثوليكي. ويذكّرنا فولتير بأنّ ما زاد المتعصبين قناعة بجرم العجوز كالاس هو أنّ من تعاليم البروتستانتية حضّ الآباء على قتل أبنائهم إذا خرجوا عن دينهم.

لقد فجّرت هذه الحادثة حماسًا كبيرًا في الكاثوليكيين الذين أقاموا جنازة مهيبة للشاب المقتول، واعتبروه شهيدًا.

اتخذ فولتير من هذه الواقعة الشهيرة إطارًا تاريخيًا لعرض طبيعة المجتمع الذي تتنازعه داخليًا قوى دينية متناحرة، فبدلًا من أن تفشي روح التسامح بين الناس، فهي تنشر الكراهية وتحرّض على العنف، وإقامة العدالة باسم الإله. أراد من خلال هذه الرسائل إعادة النّظر في مبدأ العدالة: هل يمكن بناء مجتمع متسامح دينيًا دون إرساء العدالة؟ وهل يمكن إقامة عدالة مع وجود هيجان عقائدي عارم؟

إنّ العار الوحيد، كما كتب، هو عار الظلم واللاّعدل. وهو يرى كيف تحولت أوروبا إلى مجموعة من الأخويات الدينية المتناحرة، والتي وضعت أتباعها فوق البشر. إنّ ثمن الصراع الديني كان دائمًا باهظًا جدًا.

لقد كانت المشكلة في رجالات الدين، وليست في الدين. إنه يحمّل رجالات الدين مسؤولية العنف المسعور، فقد كان العقل اللاهوتي أكبر من تسبب في إرهاق الكثير من الدماء في ألمانيا، وفي هولندا وفي فرنسا.

ليس أمام أوروبا إذًا إلا النزوع نحو التسامح، واحترام عقائد الآخرين. ومن خصوصيات هذا العقل المتسامح، أنه "عقل وديع، إنساني، يحث على الحلم، يخنق الفتنة في المهد، يشد من إزر الفضيلة، يحبب الانصياع للقوانين ويعززها أكثر مما تفعله القوة".

إن الحق في التعصب، يقول فولتير، هو حق عبثي وهمجي

يمكن أن نستخلص من هذا الكتاب سمات المجتمع العلماني، فهو مجتمع متسامح مع كل الأطياف الدينية، يقر بالعدالة على أساس مدني وليس تحت إملاءات أية عقيدة مهما كان شأنها. العلمانية هي مقاومة للتعصب الديني الذي يحول المجتمعات إلى ميادين للاقتتال.فالحروب التي تحركها العقيدة الدينية تخلف آثارًا كارثية على الإنسان والمجتمع.

تحديث لأحدث إصدار 1.0.3

Last updated on 01/03/2021

.Version update

جاري في الترجمة...

معلومات أكثر ل تطبيق

احدث اصدار

طلب كتاب رسالة في التسامح تحديث 1.0.3

محمل

หมิว หมิว

Android متطلبات النظام

Android 4.1+

Available on

الحصول على كتاب رسالة في التسامح من Google Play

عرض المزيد

كتاب رسالة في التسامح لقطات الشاشة

اللغات
اشترك في APKPure
كن أول من يحصل على الإصدارات السابقة والأخبار والأدلة لأفضل ألعاب وتطبيقات الأندرويد.
ًلا، شكرا
اشتراك
تم الاشتراك بنجاح!
أنت مشترك الآن في APKPure.
اشترك في APKPure
كن أول من يحصل على الإصدارات السابقة والأخبار والأدلة لأفضل ألعاب وتطبيقات الأندرويد.
ًلا، شكرا
اشتراك
نجاح!
لقد اشتركت في أخبار لدينا الآن لدينا.